الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

حكم البطالمة لمصر

حكم البطالمة لمصر

لم تسلم المدن اليونانية من غزو الفرس .. وكان الإغريق يرون فى فارس عدوا تقليديا يجتهدون فى الانتقام منه .
وأخيرا استطاع فيليب ملك مقدونيا جمع المدن اليونانية تحت زعامته ولكنه أغتيل أثناء استعداده لغزو فارس فخلفه ابنه الاسكندر الذى نفذ خطة أبيه فقاد الأغريق فى حربهم ضد فارس فى سنه 334 ق . م .. وبدأت الولايات الواقعة تحت الاحتلال الفارسى فى الانهيار أمام الأسكندر من آسيا الصغرى إلى سوريا وفينقيا إلى فلسطين إلى أن وصل إلى مصر التى سلمها الوالى الفارسى للاسكندر دون مقاومة واستقبله المصريون بالترحاب لتخليصهم من الاحتلال الفارسى . 
الإسكندر الأكبر


وصل الإسكندر إلى الفرما، بوابة مصر الشرقية، في خريف عام 332 ق.م، ولم يجد أي مقاومة من المصريين ولا من الحامية الفارسية عند الحدود ففتحها بسهولة، ثم عبر النيل ووصل إلى العاصمة منف، فاستقبله أهلها كمحرر منتصر، ثم أقام مهرجانًا ثقافيًا ترفيهيًا على النمط الإغريقي احتفالاً بهذا الفوز العظيم. بعد ذلك سار بقواته بحذاء الفرع الكانوبي للنيل، متجهًا إلى ساحل البحر المتوسط، وحط رحاله بالقرب من بحيرة مريوط، وراعه أهمية المكان المحصور بين البحيرة والبحر المتوسط، خاصة إن المكان قريب من نهر النيل الذي يمده بالمياه العذبة. لقد وجد في المكان قرية صغيرة تُسمى «راكودة»، ومن ثم كلف أحد معاونيه ويدعى «دينوقراطيس» لكي يشرف على بناء مدينة في هذا المكان تحمل اسم القائد المقدوني، ألا وهي الإسكندرية، التي قُدّر لها أن تصبح عاصمة مصر لاحقًا خلال عهد البطالمة خلفاء الإسكندر.

بقايا معبد آمون في واحة سيوة، حيث تُوج الإسكندر فرعونًا على مصر وسُمي ابنًا لكبير آلهتها.
بينما شرع المهندسون في التصميم، قرر الإسكندر القيام برحلة روحية لمعبد الإله آمون، المقابل لزيوس عند الإغريق، في واحة سيوة بالصحراء الليبية. ولمّا وصل المعبد ودخله، قوبل بالترحاب من قبل الكهنة المنتظرين، الذين نصبوه فرعونًا على مصر وأعلنوه ابنًا لآمون كبير الآلهة المصرية، وألبسوه تاجه وشكله كرأس كبش ذو قرنين، فلقب بذلك «الإسكندر ذو القرنين». ومنذ ذلك الحين، أخذ الإسكندر يزعم بأن زيوس-آمون هو والده الحقيقي، وظهر نقش رأسه لاحقًا على العملات المسكوكة مزينًا بقرون كبش، وهي علامة الخلود. بعد ذلك رجع الإسكندر إلى منف، وقبل مغادرته مصر حرص على أن ينظم البلاد تنظيمًا دقيقًا. فقد حرص على الإبقاء على النظم المصرية القديمة، وتنويع الحكم بين المصريين والإغريق الذين وضع بين أيديهم السلطة العسكرية والمالية، وأبقى للمصريين السلطة الإدارية، ووزع السلطات بالتساوي، ولم يعين حاكمًا عامًا مقدونيًا، وبذلك ضمن رضى المصريين وعدم قيام الثورات الوطنية. أصبحت مصر بهذا ولاية إغريقية، وأبقى الإسكندر على منف عاصمةً لها، كما حرص على فتح أبواب مصر للمهاجرين الإغريق خاصة المقدونيين، لأن مصر كما تخيلها القائد المقدوني كانت ولاية مقدونية إغريقية حكمًا وفكرًا وثقافة، وكان ذلك نقطة تحول في تاريخ مصر، إذ دخلت طورًا جديدًا من أطوار حضارتها المتنوعة. قبل أن يغادر الإسكندر مصر، استعرض قواته للوداع وأقام للشعب المصري والإغريقي مهرجانًا رياضيًا وثقافيًا كرمز للتعاون بين الحضارتين العريقتين، كما أوصى موظفيه بالقيام ببعض الإصلاحات للمعابد وتجديد معبد الكرنك، ثم شدّ الرحال واتجه بجيشه شرقًا مجددًا.

وبعد خلاف عنيف تم الاتفاق على أن يرتقى العرش شاب معتوه يدعى " فيليب ارهيدوس" كان أخاً غير شقيق للاسكندر . مع الاعتراف بحق جنين " روكسانا " زوجة " الاسكندر " الفارسية إذا كان ذكراً فى مشاركة " فيليب" المُلك بمثابة شريك تحت الوصاية .. وبهذا الحل أمكن الاحتفاظ بوحدة الامبراطورية من الناحية الشكلية فقط ، أما من الناحية الفعلية فقد انقسمت بين قواد "الاسكندر" نتيجة للقرار الذى اتخذه أولئك القواد بتوزيع ولايات الامبراطورية فيما بينهم ليحكموا بصفتهم ولاه من قِبل الأسرة المالكة المقدونية .
وكانت مصر من نصيب قائد يدعى " بطليموس " الذى أسس حكم أسرة البطالمة التى حكمت مصر من 333 إلى سنه 30 ق . م .
وقد تمكن " بطليموس الأول " من ضم بعض الأقاليم التى كانت تعتبر ملحقات لمصر مثل برقة وجنوب سوريا وفينقيا وفلسطين وقبرص .
ومع مرور الوقت بدأ نفوذ الحكام يضعف وبالتالى تأثر استقلال مصر وزاد توغل نفوذ روما فيها حتى أن حاكمين من البطالمة وهما : " بطليموس السادس والسابع " اتخذا من روما فيصلاً وحكماً فى النزاع الذى نشأ بينهما على حكم مصر - وصل الحد " بطليموس الثانى عشر" أن دفع مبلغاً يعادل نصف دخل مصر نظير إثناء " يوليوس قيصر " عن خطته فى ضم مصر إلى الامبراطورية الرومانية .
وعندما أعلنت روما فى 58 ق . م ضم قبرص اليها وتحويلها إلى ولاية رومانية بعد أن كانت خاضعة لمصر ، وقف " بطليموس الثانى عشر " موقفاً سلبياً أدى إلى ثورة أهالى الاسكندرية ضده فلم يجد أمامه إلا الفرار الى روما وبقى هناك إلى سنه 55 ق . م عندما أعيد إلى عرشه بمساعدة جيش رومانى تحت قيادة " ماركوس انطونيوس " الذى بقى بالاسكندرية لحماية الملك ..

أما الفصل الأخير فى تاريخ دولة البطالمة فى مصر فقد بدأ بارتقاء " كليوباترا السابعة " العرش سنه 51 ق . م وأطماعها فى مشاركة " يوليوس قيصر " حكم روما ولكنه قتل سنه 44 ق . م .. ولكن كليوباترا لم تيأس فأوقعت فى حبائلها " ماركوس انطونيوس" حين أصبح الحاكم المطلق للنصف الشرقى من الامبراطورية الرومانية .
وبانتصار " اوكتافيوس " على " انطونيوس " فى موقعة أكتيوم سنه 31 ق . م ودخوله الاسكندرية فى العام التالى ، أنهارت دولة البطالمة فى مصر ، وانضمت مصر إلى الامبراطورية الرومانية .

وتولى حكم مصر من البطالمة بعد الاسكندر 15 حاكماً وهم : 

- بطليموس الأول ابن لاجوس ( سوتير ) 284 -323 ق .م المنقذ حكم بوصفه ساتربا أى حاكم ولاية مصر من 323 إلى 305 ق . م ثم بصفته ملكاً عندما استقل بمصر عن خلفاء الاسكندرية إلى 284 ق . م .
- بطليموس الثانى ابن بطليموس الأول " فيلادلفوس " 285 - 246 ق . م وقد أشترك مع والده فى السلطة سنة 285 ق . م ثم أنفرد بعد وفاته 284 ق . م .
- بطليموس الثالث " يوارجتيس " 236 - 221 ق . م
- بطليموس الرابع ( ابن الثالث ) " فيلوباتور" 221أو 205 ق.م أو 203 ق.م المحب لأبيه .

- بطليموس الخامس ( ابن الرابع ) " ابيفانس " 205 - 203 على اختلاف بين الفقهاء - إلى 181 ق .م ، تزوج كليوباترا أبنة انيتوخس الثالث الملك السليوفى فى سوريا وتربعت على العرش باسم كليو باترا الأولى .

- بطليموس السادس ( ابن الخامس )" فيلوميتور " 180 - 145 ق . م المحب لأمة تخللت حكمه فترة احتل فيها انتيخوس الرابع ملك سوريا البلاد سنه 170 ق . م ووقع بطليموس السادس أسيرا فى يد ملك سوريا .. وقامت ثورة فى الاسكندرية أعلنت الأخ الأصغر ملكا لهم .. وعندما تم الإفراج عن الأخ الأكبر حكم الملكان الأخوان مصر مناصفة .

وفى سنه 163 أنفرد الأخ الأكبر بالسلطة مرة أخرى .. إلى أن مات بطليموس السادس سنة 145 ق . م .
- بطليموس السابع ( ابن السادس ) سنه 145 ق . م حكم أشهر قليلة بوصاية أمه الملكة كليوباترا إلى أن عاد عمه من برقة الذى قاسم شقيقه فى حكم مصر فى وقت ما .
- بطليموس الثامن ( ابن الخامس ) " يوار جتيس الثانى " سبق له الحكم من 169 - ق . م فى مصر ومن 163 - 145 ق . م ثم من 145 - 116 ق .م مصر وقامت ضده ثورة عنيفة فى سنتى 131 - 130 هرب على أثرها وأنفردت بالحكم فى تلك الفترة كليوباترا الثانية ملكة مصر ، إلا انه استطاع يوار جتيس الثانى استعادة ملكه فى الأسكندرية وتوفى سنة 116 ق . م .
- بطليموس التاسع ( ابن الثامن ) 116 - 107 ق .م " سوتير الثانى " حكم مشاركة مع والدته الملكة كليوباترا الثالثة 116 - 101 وتوفى سنه 101 ق .م .
- بطليموس العاشر ( ابن الثامن ) اسكندر الأول 107 - 88 ق . م مشاركة مع والدته الملكة كليوباترا الثالثة التى ماتت سنه 101 ق . م فانفرد هو بالحكم .
- بطليموس التاسع ( للمرة الثانية ) 88 - 81 ق .م إلى أن توفى .
- الملكة برنيقة : بعد وفاة بطليموس التاسع لم يكن له وريث للملك، فتولت حكم مصر زوجته الثالثة برنيقة .
ووجد أن هناك أبناً للملك الأسبق بطليموس العاشر ( اسكندر الأول ) موجودا فى روما فعاد إلى مصر وتزوج برنيقة .
- بطليموس الحادى عشر ( ابن العاشر ) اسكندر الثانى وشارك زوجته الحكم .. ولكنه قتل سنة 80 ق . م .
- بطليموس الثانى عشر ( ابن غير شرعى لبطليموس التاسع سوتير الثانى ) سنة 80 ق . م - 51 ق .م وأشتهر بلقب الزمار وكان لقبه الرسمى ديونيسيوس الصغير وتزوج كليوباترا السادسة وازداد نفوذ روما على مصر وفى سنه 59 ق . م كان يوليوس قيصر زعيم الحزب الشيوعى وكان قنصلا فى روما وكانت مسألة ضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية ضمن برنامجه السياسى . وسعى بطليموس الزمار لأن يثنى قيصر عن خطته نحو مصر ودفع نظير ذلك 6000 تالنتوم وهو نصف دخل مصر . وبذلك أعلن قيصر اعتراف روما بالزمار ملكا على مصر . ومات سنه 51 ق . م .
- كليوباترا السابعة 51 - 30 ق .م .

0 التعليقات:

إرسال تعليق